إعلان اللائحة القصیرة لـ"جائزة غسان کنفانی للروایة العربیة"

إعلان اللائحة القصیرة لـ
أعلنت وزارة الثقافة الفلسطینیة نتائج اللائحة القصیرة لـ"جائزة غسان کنفانی للروایة العربیة". وضمت اللائحة الروایات الأربع التالیة: "قماش أسود" للروائی السوری المغیرة الهویدی، و"راکین" للروائیة الأردنیة نهال عقیل، و"أحجیة إدمون عمران المالح" للروائی المغربی محمد سعید أحجیوج، و"قلب على ضفاف الدانوب" للروائی المصری محمد آدم.
چهارشنبه ۱۵ تير ۱۴۰۱ - ۰۹:۴۰
کد خبر :  ۱۵۸۰۶۳

 

 

 

 

 

 

وأشارت لجنة التحکیم فی مسوغات اختیار الروایات المرشحة للتنافس على الجائزة بوصولها للائحة القصیرة، إلى أن روایة "قلب على ضفاف الدانوب" اعتمدت بنیة تاریخیة تحلقت حول مصر فی القرن السادس عشر المیلادی، وهو الزمن الذی امتدت فیه سلطات الدولة العثمانیة فی قارات العالم الثلاث، وتنبئ عن جهد استقصائی کبیر تمکن من إضاءة فترة زمنیة محددة، وکان قادراً من خلال شخصیة الروایة المحوریة التی تجوب العالم على التغلغل فی إشکالیة التجربة الإنسانیة فی سیاق اجتماعی وتاریخ محدد. کما یحسب للروایة تغطیتها للبعد الغائب فی الکتابة التاریخیة المتمثل فی الجانب الدرامی الوجدانی، علاوة على التقصی المعلوماتی المدمج بالخیال الفنی. أما روایة "قماش أسود" فترصد حیاة سکان "الرقة" السوریة وعذاباتهم فی الفترة بین "خروج داعش ودخول قسد"، وتقوم على بنیة حداثیة متتالیة سلطت الضوء على معاناة المرأة فی أماکن النزاع المسلح، حیث النساء الضحایا اللاتی، وإن تغایرت فئاتهن العمریة، اشترکن فی العیش ضمن ظروف غایة فی القسوة. وما یحسب للروایة أن جعلت من النزاعات میداناً أنثویاً یرصد بدقة الأثر السلبی للسلوک السیاسی الذکوری، کما تمیزت بقدرتها على وضع شخصیاتها فی مواقف تکشف الإکراهات التی عاشتها فی إطار الحرب المفروضة على المجتمع، والتی جعلتها فی زمن أسیرة الخیاطة واللباس الأسود، وفی زمن لاحق تستبدله بالقماش الملون. ووجدت اللجنة أن روایة "راکین" تتوزع بین جمالیات الحلم من ناحیة، ولعنة الواقع من ناحیة أخرى، عبر بنیة حداثیة ترصد تحولات المکان الحضاری والثقافی فی المملکة، وخاصة منطقة الجنوب الأردنی، الذی یحتضن شخصیات العمل الرئیسة، الذی یحسب له انقسامه بین عالمین تجسدهما امرأتان، صفة الأولى الخواء الروحی والثقافی المحمل بقسط وافر من الخیبات المتتالیة، أما الثانیة فصفتها هذا القسط الوافر من فضاءات روحیّة متحررة من القیود البالیة، فی تراوح بین الیومی والرمزی، ویمیزها تلک الأنماط اللغویة المتنوعة تماشیاً مع طبیعة الشخصیات والمواقف. وعن روایة "أحجیة إدمون عمران" أشارت اللجنة إلى أنها تتوزع ما بین الیهودی "عمران المالح"، الناقد المغربی فی صحیفة "لوموند" الفرنسیة غیر المستعد للمشارکة فی "عرس الدم الفلسطینی"، وبین الیهودی الماکر "غولدشتاین" الذی یسیطر علیه نوع شیطانی متمرد على الحق، ویحسب لها صیاغتها بقدرة فنیة لجهة استبطان أعماق شخصیّتین متباینتین فی إطار من صراعات درامیة متوازنة، تظهر شخصیة الیهودی الممزق التائه، الذی یغلب علیه إحساس بالاغتراب، یرافقه تمزق نفسی یعکس قلقاً فی المکان والزمان، وهو الیهودی نفسه "الذی لا یجد فی أرض المیعاد الأمن الذی وعدته به نبوءة مزعومة"، بحیث تحضر هذه الشخصیة قبالة الیهودی المحتمی بظلامیة تغیر على الحق وأصحابه، وذلک فی إطار بنیة فنیة متماسکة".


وفی کلمة له خلال مؤتمر صحافی عقده فی مقر وزارة الثقافة فی مدینة البیرة المحتلة، قال وزیر الثقافة الفلسطینیة عاطف أبو سیف: "یحیی شعبنا هذا العام الذکرى الخمسین لرحیلِ واحدٍ من أبرز قادة حرکة التحرر الوطنی الفلسطینی، وواحدٍ من أبرز قاماته الأدبیة، غسان کنفانی، الذی کتب وقاتل من أجل فلسطین". وأضاف: "فی استذکار غسان کنفانی، نتذکر کل هذا العطاء فی مجالات الأدب والفن والصحافة، عطاء غسان کنفانی الذی ظلَّ یتفاعل ویؤثر ویؤثث لتوجهات شعبنا وقیمه وکفاحه التحرری".


وقالت رزان إبراهیم، رئیسة لجنة الجائزة، إنه تقدم للجائزة 150 روائیًا من مختلف الدول العربیة، وقامت اللجنة المختصة بعملیة فرز أولیة أسفرت عن اختیار 50 روایة انطبقت علیها شروط الجائزة. وأضافت أن هذا العدد تم اختصاره لاحقاً إلى 18 روایة بعد قراءة وتمحیص من أعضاء لجنة التحکیم قبل إعلان اللائحة القصیرة التی ضمت أربع روایات فقط. وقالت "فی تقییمنا للروایات حرصنا على مساءلة ملامح النص الروائی الأسلوبیة، وتتبع آلیات حرکته وترکیبه وفق عناصر جمالیة لا تخطئها الذائقة السلیمة، وهو النهج ذاته الذی تبناه غسان کنفانی حین صرح بأن عدالة القضیة التی یتناولها الأدیب لا تحمل صک غفران ولا وثیقة مرور لأعمال أدبیة رکیکة". وأضافت: "فی عمومها، فإن الروایات التی ضمتها اللائحة القصیرة عاینت قضایا عربیة راهنة غیر منقطعة عن ماضی هذه القضایا، وهی فی مجملها کانت موفقة فی قراءة مواضع الألم والخلل العربی، وفی ملامسة مشاعر الإنسان العربی وأشواقه وتطلعاته، بما یتفق مع رؤیة تدفع باتجاه التفکیر بالأدب".


وسیتمّ الإعلان عن الروایة الفائزة بالمرتبة الأولى، فی مهرجان إحیاء الذکرى الخمسین لاغتیال الکاتب غسان کنفانی، فی 17 تموز/ یولیو الحالی.

ارسال نظر